فصل: فصل في المحلى بأل من هذا الحرف

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


تنبيه‏:‏ ذهب جمع إلى تفضيل الفقر على الغنى وعكس آخرون وفضل القرطبي الكفاف عليهما ففي المفهم إنه يقال جمع لنبيه محمد صلى اللّه عليه وسلم الحالات الثلاث فكان الفقر أول حالاته فقام بواجبه من مجاهدة النفس ثم فتح عليه الفتوح فصار بها في حد الغنى فقام بواجب الغنى من المواساة والإيثار وغيرهما مع اقتصاره على ما يسد ضرورة عياله وهي صورة الكفاف التي مات عليها وهي حالة سليمة من الغنى المطغي والفقر المؤلم فهي الأفضل‏.‏

‏(‏نكتة‏)‏ قال الغزالي‏:‏ لما أراد ابن أدهم دخول البادية خوّفه الشيطان بأنها بادية مهلكة ولا زاد فعزم على نفسه أن يقطعها متجرداً وأن لا يقطعها حتى يصلي تحت كل ميل منها ألف ركعة، ووفى بذلك، فحج الرشيد فرآه فيها فقال‏:‏ كيف تجدك يا أبا إسحاق فقال‏:‏

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع

فطوبى لعبد آثر اللّه ربه * وجاد بدنياه لما يتوقع

- ‏(‏فر عن عبد اللّه بن حنطب‏)‏ بفتح المهملة وسكون النون وفتح الطاء المهملة بن الحارث بن عبيد بن عمرو بن مخزوم قال في التقريب‏:‏ مختلف في صحبته له حديث مختلف في إسناده أي وهو هذا وذلك لأن فيه أحمد بن محمد بن مسروق أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ لينه الدارقطني عن خالد بن مخلد قال أحمد‏:‏ له مناكير وقال ابن سعد‏:‏ منكر الحديث مفرط التشيع‏.‏

5301 - ‏(‏طوبى لمن رآني وآمن بي مرة وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات‏)‏ وذلك لأن اللّه مدحهم بإيمانهم بالغيب وكان إيمان الصدر الأول غيباً وشهوداً فإنهم آمنوا باللّه واليوم الآخر غيباً وآمنوا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم شهوداً لما أنهم رأوا الآيات وشاهدوا المعجزات وآخر هذه الأمة آمنوا غيباً بما آمن به أولها شهوداً فلذا أثنى عليهم النبي صلى اللّه عليه وسلم وأخذ ابن عبد البر من هذا الحديث ونحوه أنه يوجد فيمن يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة وأيده بعضهم بخبر ابن عمر مرفوعاً‏:‏ أتدرون أيّ الخلق أفضل إيماناً‏؟‏ قالوا‏:‏ الملائكة، قال‏:‏ وحق لهم بل غيرهم قالوا‏:‏ الأنبياء، قال‏:‏ وحق لهم بل غيرهم، ثم قال‏:‏ أفضل الخلق إيماناً قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني فهم أفضل الخلق إيماناً انتهى‏.‏

- ‏(‏حم تخ حب ك‏)‏ في المناقب ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ الباهلي ‏(‏حم عن أنس‏)‏ بن مالك قال الحاكم‏:‏ صحيح فتعقبه الذهبي بأن فيه جميع بن ثوب واه وقال الهيثمي بعد ما عزاه لأحمد‏:‏ وفيه من لم أعرفه وقال مرة أخرى‏:‏ إسناد أحمد ضعيف‏.‏

5302 - ‏(‏طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات‏)‏ ولهذا قال ابن مسعود للحرث بن قيس عند اللّه يحتسب إيمانكم بمحمد ولم تروه وقد اعتضد بهذه الأحاديث ونحوها من ذهب إلى أن المراد بالأفضلية في ‏[‏ص 280‏]‏ حديث خير الناس قرنى أفضلية المجموع لا الأفراد قالوا‏:‏ والسبب في كون القرن الأول أفضل أنهم كانوا غرباء في زمانهم لكثرة الكفار وصبرهم على أذاهم وقبضهم على دينهم وكذا غيرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن كانوا عند ذلك أيضاً غرباء وقد زكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك وما تقدم عن ابن عبد البر نوزع فيه بأن قضية كلامه أن يكون فيمن يجيء بعد الصحابة من يكون أفضل من بعضهم وبه صرح القرطبي قال ابن حجر‏:‏ لكن كلام ابن عبد البر ليس على إطلاقه في جميع الصحابة فإنه صرح باستثناء أهل بدر والحديبية نعم الجمهور على أن فضل الصحابة لا يعدله شيء لمشاهدة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وأما من سبق إليه بالهجرة أو النصر وضبط الشرع وتبليغه لمن بعده فلا يعدله أحد ممن بعده ومحل النزاع فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة وبه يجمع بين الأحاديث‏.‏

- ‏(‏الطيالسي‏)‏ أبو داود ‏(‏وعبد بن حميد عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال‏:‏ سئل رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقيل له‏:‏ أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك قال‏:‏ أولئك إخواني أولئك معي ثم ذكره‏.‏

5303 - ‏(‏طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي، ولم يرني‏)‏ قال في المطامح وغيره‏:‏ وهم المؤمنون بالغيب‏.‏

- ‏(‏حم طب عن أبي سعيد‏)‏ الخدري أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول اللّه طوبى لمن رآك وآمن بك فذكره‏.‏

5304 - ‏(‏طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي‏:‏ طوبى لهم وحسن مآب‏)‏ قال بعض الصوفية‏:‏ اللّه سبحانه وتعالى يحب من أحب أحبابه، وهم يحبون من أحب أحبابهم ووفى لهم عهد المحبة ألم تسمع قول العارف على وفا‏؟‏

يا أمّة الرحمن قوموا واسمعوا * لبشارتي بمسامع الإيمان

من حبني أو حب من قد حبني * حقاً وصدقا فهو من أعياني

وفوا له عهد المحبة واحفظوا * فيه حقوق ظهوري الروحاني

ولباب حاني من أتى متطفلاً * فعليَّ أن أرضيه في رضواني

فارعوا حماه وبشروه بأنه * علقت يداه بمنة وأمان

- ‏(‏طب ك‏)‏ في المناقب ‏(‏عن عبد اللّه بن يسر‏)‏ قال الذهبي‏:‏ فيه جميع بن ثوب واه، وقال الهيثمي‏:‏ فيه عند الطبراني بقية وقد صرح بالسماع فزالت الدلسة وبقية رجاله ثقات‏.‏

5305 - ‏(‏طوبى لمن رآني‏)‏ أي وأثرت فيه بركة نظري إليه ورؤيته لي ‏(‏ولمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني‏)‏ والعارفون يرونه في عالم الحس يقظة حتى قال الشيخ أبو العباس المرسي‏:‏ لو احتجب عني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من الفقراء، وفي رواية من المسلمين، وكان بعضهم يعيد كل صلاة غفل فيها عن شهوده ولو سهواً ويقول‏:‏ من توارى عنه شهوده في صلاته ولم يصافحه فيها فهي خداج لأنه الذي يمدّ جميع العمال بشريعته ‏[‏ص 281‏]‏ في مراتب الكمال، وهذا المقام وإن عسر على الناس ولا يقول به كثير فكل ميسر لما خلق له فمن أهله اللّه لمقام صعب المرتقى فهو عنده من أسهل الأمور‏.‏

- ‏(‏عبد بن حميد عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ‏(‏ابن عساكر‏)‏ في تاريخه ‏(‏عن وائلة‏)‏ بن الأسقع‏.‏

5306 - ‏(‏طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس‏)‏ فلم يشتغل بها فعلى العاقل أن يتدبر في عيوب نفسه فإن وجد بها عيباً اشتغل بعيب نفسه فيستحي من أن يترك نفسه ويذم غيره بل يعلم أن عجز غيره عن نفسه في التنزه عن ذلك العيب كعجزه إن كان ذلك عيباً يتعلق بعقله واختياره فإن كان خلقياً فالذمّ له ذمّ للخالق فإن من ذم صفة فقد ذم صانعها‏.‏ قال رجل لبعض الحكماء‏:‏ يا قبيح الوجه فقال‏:‏ ما كان خلق وجهي إليّ فأحسنه، وإذا لم يجد بنفسه عيب فليعلم أن ظنه بنفسه أنه عرى من كل عيب جهل بنفسه وهو من أعظم العيوب‏.‏ قال البيهقي‏:‏ ذكر رجل عند الربيع بن خيثم فقال‏:‏ ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ منها إلى ذمّ غيرها إن العباد خافوا اللّه على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ تقيدت ببيت سمعته‏:‏

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها * لنفسي قي نفسي عن الناس شاغل

وقال حكيم‏:‏ لا أحسب أحداً لا يتفرغ لعيب الناس إلا عن غفلة غفلها عن نفسه ولو اهتم لعيب نفسه ما تفرغ لعيب أحد ونقل شيخنا العارف الشعراني عن شيخه البرهان القلقشندي‏:‏ أن من علامة بعد العبد عن حضرة ربه نسيان عيوبه ونقائصه فقلت‏:‏ كيف قال‏:‏ لأن حضرة الحق نور وشأن النور أن يكشف عن الأشياء بخلاف الظلام قال‏:‏ ومن هنا عرف الأولياء كون الحق تعالى يحبهم أو يبغضهم أو راض أو غضبان حتى قال الكرخي‏:‏ لي منذ ثلاثين سنة وأنا أرى الحق ينظر إليّ نظر الغضب، وكان الديري يرى الفضل للّه الذي لم يخسف به الأرض ولم يمسخ صورته وقال أخي أفضل الدين لو كشف للإنسان لرأى ذاته كلها عيوباً ضم بعضها إلى بعض فصارت صورة أذى ‏(‏وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله‏)‏ فإنه بذلك يسلم من آفات اللسان التي هي عين الخسران ومن ثم قيل‏:‏

يا كثير الفضول قصر قليلاً * قد فرشت الفضول عرضاً وطولا

قد أخذت من القبيح بحظ * فاسكت الآن إن أردت جميلا

قال الغزالي‏:‏ انظر إلى الناس كيف قلبوا الأمر‏:‏ أمسكوا فضل المال وأطلقوا فضل اللسان ‏(‏ووسعته السنة فلم يعد‏)‏ بالدال ‏(‏عنها إلى البدعة‏)‏ وهو الرأي الذي لا أصل له من كتاب ولا سنة كما سلف‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ قال‏:‏ خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم فقال‏:‏ طوبى إلخ ورواه العسكري عنه أيضاً وعده من الحكم والأمثال ورواه أيضاً أبو نعيم من حديث الحسين بن علي والبزار من حديث أنس أوله وآخره والطبراني والبيهقي وسطه الحديث قال الحافظ العراقي وكلها ضعيفة‏.‏

5307 - ‏(‏طوبى لمن طال عمره وحسن عمله‏)‏ قاله جواباً لمن سأل‏:‏ أي الناس خير‏؟‏ وطوبى كلمة إنشاء لأنها دعاء معناها أصاب الخير من طال عمره وحسن عمله وكان الظاهر أن يجاب بقوله من طال فالجواب من الأسلوب الحكيم أي غير خاف أن خير الناس من طال عمره وحسن عمله‏.‏

تنبيه‏:‏ قال عليّ‏:‏ موت الإنسان بعد أن كبر وعرف ربه خير من موته طفلاً بلا حساب في الآخرة ذكره الطيبي وقال القاضي‏:‏ لما كان السؤال عما هو غيب لا يعلمه إلا اللّه عدل عن الجواب إلى كلام مبتدأ ليشعر بأمارات تدل عن المسؤول عنه وهو طول العمر مع حسن العمل فإنه يدل على سعادة الدارين والفوز بالحسنيين‏.‏

- ‏(‏طب حل عن عبد اللّه بن يسر‏)‏ رمز المصنف لحسنه قال الحافظ العراقي‏:‏ فيه بقية رواه بصيغة عدل وهو مدلس‏.‏

‏[‏ص 282‏]‏ 5308 - ‏(‏طوبى لمن ملك لسانه‏)‏ لأن في حفظ اللسان والعزلة السلامة من آفات الدنيا ومفسدات الأعمال والنطق بلا حاجة لا يخلو إما من أن يكون قولاً محظوراً وهو ظاهر وإما أن يكون مباحاً ففيه شغل الكرام الكاتبين بما لا فائدة فيه ‏(‏ووسعه بيته‏)‏ أي اعتزل الناس ‏(‏وبكى على خطيئته‏)‏ بأن يتذكر ذنوبه ويعددها ويبكي على ما فرط منه‏.‏

- ‏(‏طص‏)‏ وكذا الأوسط ‏(‏حل عن ثوبان‏)‏ قال الهيثمي كالمنذري‏:‏ إسناده حسن اهـ‏.‏ ومن ثم رمز المصنف لحسنه‏.‏

5309 - ‏(‏طوبى لمن هدي للإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به‏)‏ فلم يطلب زيادة عليه لعلمه بأن رزقه مقسوم لن يعدو ما قدر له ولهذا قيل لحكيم‏:‏ ما الغنى قال‏:‏ قلة تمنيك ورضاك وقنعك بما يكفيك، واحتج به من فضل الفقر على الغنى وعكس آخرون وقال قوم‏:‏ ينبغي ترك الاختيار ومراعاة قسمة الجبار فمن رزقه مالاً شكره أو كفافاً لم يتكلف الطلب وبذلك يرتقي إلى مقام الزاهدين ويكون من المنفردين المنقطعين إلى اللّه الذين لهم الأنس خدم رب العالمين كما قيل‏:‏

تشاغل قوم بدنياهم * وقوم تخلوا لمولاهم * فألزمهم باب مرضاته

وعن سائر الخلق أغناهم * فطوبى لهم ثم طوبى لهم * لقد أحسن اللّه مثواهم

- ‏(‏ت حب ك‏)‏ في الإيمان ‏(‏عن فضالة بن عبيد‏)‏ قال الحاكم‏:‏ على شرط مسلم وأقره الذهبي‏.‏

5310 - ‏(‏طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً‏)‏ فائدة العدول عن المتبادر والظاهر هو أن يقال طوبى لمن استغفر كثيراً أنه جعل من الكناية عنه فدل على حصول ذلك جزئياً وعلى الإخلاص لأنه ما لم يكن مخلصاً فيه كان هباء منثوراً فلم يجد في صحيفته إلا ما هو وبال عليه‏.‏

- ‏(‏ه عن عبد اللّه بن بسر‏)‏ بضم الموحدة وسكون المهملة ‏(‏حل عن عائشة حم في الزهد عن أبي الدرداء موقوفاً‏)‏ قال النووي‏:‏ سنده جيد‏.‏

5311 - ‏(‏طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن‏)‏ أي بحفظه ومعرفة معانيه ‏(‏والفرائض‏)‏ أي أحكام الفرائض التي افترضها اللّه على عباده ‏(‏والعلم‏)‏ الشرعي النافع عطف عام على خاص‏.‏

- ‏(‏فر عن أبي هريرة‏)‏ وفيه إسماعيل بن أبي زياد قال الذهبي‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ يضع الحديث‏.‏

5312 - ‏(‏طوبى شجرة في الجنة مسيرة مئة عام ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها‏)‏ جمع كم بالكسر وعاء الطلع قال عبيد بن عمير‏:‏ هي شجرة في جنة عدن في دار النبي صلى اللّه عليه وسلم وفي كل دار وغرفة لم يخلق اللّه لوناً ولا زهرة إلا فيها منها إلا السواد ولا يخلق اللّه فاكهة ولا ثمرة إلا فيها منها ينبع من أصلها عينان الكافور والسلسبيل كل ورقة منها تظل أمة عليها ملك يسبح اللّه بأنواع التسبيح‏.‏

- ‏(‏حم حب عن أبي سعيد‏)‏‏.‏

5313 - ‏(‏طوبى شجرة غرسها اللّه بيده ونفخ فيها من روحه تنبت بالحلي والحلل وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة‏)‏ لطولها قال جمع مفسرون‏:‏ وشجرة طوبى هذه هي المرادة بقوله تعالى ‏{‏الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب‏}‏ وحكى الأصم أن هذه الشجرة في دار النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وفي دار كل مؤمن منها غصن‏.‏

- ‏(‏ابن جرير‏)‏ الطبري ‏(‏عن‏)‏ أبي معاوية ‏(‏قرة‏)‏ بضم ‏[‏ص 283‏]‏ القاف وشد الراء ‏(‏ابن إياس‏)‏ بكسر الهمزة المزني‏.‏

5314 - ‏(‏طوبى شجرة في الجنة غرسها اللّه بيده ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت الحلي والثمار متهدلة على أفواههم‏)‏ أي متدلية على أفواه الخلائق الذين هم أهلها وأعاد للضمير عليهم من غير سبق ذكرهم للعلم به على حد قوله تعالى ‏{‏حتى توارت بالحجاب‏}‏ قال في الصحاح وغيره‏:‏ تهدلت أغصان الشجرة أي تدلت وهدل الشيء أرخاه وأرسله إلى أسفل اهـ‏.‏ وفي تفسير الثعلبي عن قرة يرفعه طوبى شجرة في الجنة يقال لها تفتقي لعبدي فتتفتق له عن الخيل المسرجة الملجمة وعن الإبل بأزمّتها وعما شاء من الكسوة وما من الجنة أهل إلا وغصن من تلك الشجرة متدل عليهم فإذا أرادوا أن يأكلوا منها تدلت لهم فأكلوا منها ما شاؤوا‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وإسناده ضعيف‏.‏

5315 - ‏(‏طوبى شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا اللّه فيسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفاً‏)‏ أي سنة ولا ينافيه قوله في الرواية السابقة مئة عام لاحتمال أن المئة للماشي والسبعين للراكب أو هذا للمجد وذلك للمتمهل ‏(‏ورقها الحلل يقع عليها الطير كأمثال البخت‏)‏ زاد في رواية فإذا أرادوا أن يأكلوا منها يجيء الطير فيأكلوا منه قديداً وشوي ثم يطير والبخت بضم الباء وسكون المعجمة نوع من الإبل واحده بخنى كروم ورومي ويجمع على بخاتى ويخفف ويثقل وتوقف بعضهم في كون البخت عربية‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في تفسيره ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب ورواه أيضاً أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود‏.‏

5316 - ‏(‏طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم‏)‏ أي تخلص لهم منها‏.‏

- ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب لم يذكر المصنف مخرجه وفيه عبد اللّه بن أبي غسان الأفريقي قال في الميزان‏:‏ سمع مالكاً وأتى عنه بخبر باطل ثم ساق هذا الخبر‏.‏

5317 - ‏(‏طلاق الأمة‏)‏ أي تطليقها ‏(‏تطليقتان وعدتها حيضتان‏)‏ أخذ به أبو حنيفة فاعتبر الطلاق بحرية الزوجة ورقها لا الزوج وعكسه الشافعي ومالك وأحمد وأجابوا بضعف الخبر ومعارضته لخبر الموطأ إذا طلق العبد امرأته تطليقتين حرمت عليه حتى تنكح زوجاً غيره حرة أو أمة وصححه الدارقطني وغيره‏.‏

- ‏(‏د ت ه ك‏)‏ في الطلاق ‏(‏عن عائشة ه عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب قال أبو داود‏:‏ حديث مجهول والترمذي غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث مظاهر بن أسلم ولا يعرف له غيره وأصل ذلك أن الطلاق ممنوع بأصل الشرع لأنه هدم لبيت في الإسلام وصدّ عن المقصود من الألفة والالتئام لكن وضعه اللّه مخلصاً عند وقوع النفرة وعدم الألفة فجرى مجرى العقوبات وحد العبد في الأمر المتعلق بالفرج ناقص عن حد الحرّ فجرى عندهم الطلاق هذا المجرى وقال ابن العربي‏:‏ ليس في الباب حديث صحيح وقال الذهبي‏:‏ مظاهر هذا ضعفوه اهـ‏.‏ وأورده في الميزان في ترجمة عمر بن شبيب ونقل تضعيفه عن جمع‏.‏

‏[‏ص 284‏]‏ 5318 - ‏(‏طيب الرجال‏)‏ اللائق بهم المناسب لشهامتهم ‏(‏ما ظهر ريحه وخفي لونه‏)‏ كالمسك والعنبر قال العامري‏:‏ نبه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم على أدبه للرجال وللنساء ففيما ظهر لونه رعونة وزينة لا يليق بالرجولية ‏(‏وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه‏)‏ أي عن الأجانب كالزعفران ولهذا حرم على الرجال المزعفر قال البغوي‏:‏ قال سعد‏:‏ أراهم حملوا قوله وطيب النساء على ما إذا أرادت الخروج أما عند زوجها فتتطيب بما شاءت‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ في الاستئذان ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وحسنه ‏(‏طب والضياء‏)‏ المقدسي ‏(‏عن أنس‏)‏ ورواه عنه البزار أيضاً قال الهيثمي‏:‏ ورجاله رجال الصحيح ورواه النسائي عن أبي هريرة وكذا أبو داود مطولاً في النكاح‏.‏

5319 - ‏(‏طيبوا أفواهكم بالسواك‏)‏ أي نقوها ونظفوها وأحسنوا ريحها بالاستياك فالمراد اجعلوها طيبة لا مطيبة ‏(‏فإن أفواهكم طريق القرآن‏)‏‏[‏ فيندب السواك ويتأكد في مواضع منها عند إرادة تلاوة القرآن‏.‏‏]‏

ومن تعظيمه تطهير مورده‏.‏

- ‏(‏الكجي ‏[‏ بفتح الكاف وشدة الجيم نسبة إلى الكج وهو الجص وهو أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللّه‏.‏‏]‏

في سننه عن وضين ‏[‏ بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة ابن عطاء‏.‏‏]‏ مرسلاً السجزي في‏)‏ كتاب ‏(‏الإبانة‏)‏ عن أصول الديانة ‏(‏عنه عن بعض الصحابة‏)‏ ولا يضر إبهامه لأنهم عدول‏.‏

5320 - ‏(‏طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن‏)‏‏[‏ ومن تعظيمه تطهير طريقه‏.‏‏]‏

- ‏(‏هب‏)‏ من طريق غياث بن كلوب عن مطرف بن سمرة عن أبيه ‏(‏عن سمرة‏)‏ رمز المصنف لحسنه ظاهر صنيع المصنف أن البيهقي خرجه ساكتاً عليه وليس كذلك بل عقبه ببيان علته فقال‏:‏ غياث هذا مجهول انتهى وقال الذهبي‏:‏ غياث ضعفه الدارقطني انتهى‏.‏ وأقول‏:‏ فيه أيضاً الحسن بن الفضل بن السمح قال الذهبي‏:‏ مزقوا حديثه‏.‏

5321 - ‏(‏طيبوا ساحاتكم‏)‏ جمع ساحة وهي المتسع أمام الدار ‏(‏فإن أنتن الساحات ساحات اليهود‏)‏ فلا تشبهوا بهم في هذه القاذورات وهذا تنبيه من المصطفى صلى اللّه عليه وسلم على تحري الطهارة الظاهرة والباطنة فإن الإسلام نظيف كما تقدم في عدة أخبار‏.‏

- ‏(‏طس عن سعد‏)‏ بن أبي وقاص ورواه عنه الديلمي أيضاً‏.‏

5322 - ‏(‏طير كل عبد في عنقه‏)‏‏.‏

- ‏(‏عبد بن حميد عن جابر‏)‏ ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأعلى ولا أحق بالعزو منه وهو ذهول فقد خرجه أحمد في المسند باللفظ المزبور عن جابر المذكور قال الهيثمي‏:‏ وفيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

5323 - ‏(‏طينة المعتق‏)‏ بفتح التاء بضبط المصنف ‏(‏من طينة المعتق‏)‏ بكسر التاء بضبطه أي سباعه وجبلته قال ابن الأنبار‏:‏ ‏[‏ص 285‏]‏ يقال طانه اللّه على طينته أي خلقه على جبلته وطينة الرجل خلقه‏.‏

- ‏(‏ابن لال وابن النجار‏)‏ في تاريخه ‏(‏فر عن ابن عباس‏)‏ رواه الديلمي وابن لال من وجهين وهو بأحدهما عند الجلابي في رواية الأبناء عن الآباء في العباسيين وفيه قصة ثم إن فيه أحمد بن إبراهيم الزوري قال في الميزان‏:‏ لا يدرى من هو وأتى بخبر باطل ثم ساق له هذا الخبر‏.‏

5324 - ‏(‏طي الثوب راحته‏)‏ أي من انتهاك الشياطين له ولبسها إياه فإن الشياطين لا يلبسون ثوباُ مطوياً كما في الخبر المار أو شبهه فيما يفعل به من الطيّ برجل يكون في عمل فإذا فرغ منه استراح‏.‏

- ‏(‏فر عن جابر‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يصح وعمر بن موسى الوجيهي قال يحيى‏:‏ غير ثقة والنسائي والدارقطني‏:‏ متروك وابن عدي‏:‏ هو في عداد من يضع انتهى‏.‏

*2*  فصل في المحلى بأل من هذا الحرف‏.‏ ‏[‏أي حرف الطاء‏]‏ـ

5325 - ‏(‏الطابع‏)‏ بالكسر ‏[‏ قال في النهاية‏:‏ الطابع بالفتح الخاتم‏.‏‏]‏ الختم الذي يختم به ‏(‏معلق بقائمة العرش فإذا انتهكت الحرمة‏)‏ أي تناولها الناس بما لا يحل وفي رواية الحرمات بلفظ الجمع ‏(‏وعمل بالمعاصي واجترئ على اللّه‏)‏ ببناء انتهك وعمل واجترئ للمفعول ‏(‏بعث اللّه‏)‏ أي أرسل ‏(‏الطابع فيطبع قلبه‏)‏ أي على قلب كل من المنتهك والعاصي والمجترئ ‏(‏فلا يعقل بعد ذلك شيئاً‏)‏ هذا على سبيل المجاز والاستعارة ولا خاتم ولا ختم في الحقيقة والمراد أنه يحدث في نفوسهم هيئة تمرنه على استحسان المعاصي واستقباح الطاعات حتى لا يفعل غير ذلك ‏[‏ قال تعالى ‏{‏كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون‏}‏‏.‏‏]‏ ذكره الزمخشري قال البغوي في شرح السنة‏:‏ والأقوى إجراؤه على الحقيقة لفقد المانع والتأويل لا يصار إليه إلا لمانع‏.‏

- ‏(‏البزار‏)‏ في مسنده ‏(‏هب‏)‏ وكذا ابن عدي وابن حبان في الضعفاء ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب وضعفه المنذري وقال الحافظ العراقي‏:‏ حديث منكر انتهى وذلك لأن فيه سليمان بن مسلم الخشاب قال في الميزان‏:‏ لا تحل الرواية عنه إلا للاعتبار وساق من مناكيره هذا الخبر وأعاده في محل آخر وقال‏:‏ هو موضوع في نقدي ووافقه ابن حجر في اللسان وقال الهيثمي‏:‏ فيه سليمان الخشاب ضعيف جداً‏.‏

5326 - ‏(‏الطاعم الشاكر‏)‏ من الشكر وهو تصور النعمة وإظهارها قيل هو مقلوب الكشر وهو الكشف لأن الشاكر يكشف النعم ‏(‏بمنزلة الصائم الصابر‏)‏ لأن الطعم فعل والصوم كف عن فعل فالطاعم بطبعه يأتي ربه بالشكر والصائم بكفه عن الطعم يأتي ربه بالصبر قال الطيبي‏:‏ وقد تقرر في علم المعاني أن التشبيه يستدعي جهة جامعة والشكر نتيجة النعماء كما أن الصبر نتيجة البلاء فكيف شبه الشاكر بالصابر‏؟‏ وجوابه أنه ورد الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر فقد يتوهم أن ثواب شكر الطاعم يقصر عن ثواب صبر الصائم فأزيل توهمه به يعني هما سيان في الثواب ولأن الشاكر لما رأى النعمة من اللّه وحبس نفسه على محبة المنعم بالقلب وإظهارها باللسان نال درجة الصابر فالتشبيه واقع في حبس النفس بالمحبة والجهة العامة حبس النفس مطلقاً‏.‏ وقال الغزالي‏:‏ هذا دليل على فضيلة الصبر إذ ذكر ذلك في معرض المبالغة لرفع درجة الشكر فألحقه بالصبر فكان هذا منتهى درجته ولولا أنه فهم من الشرع علو درجة الصبر لما كان إلحاق الشكر به مبالغة في الشكر‏.‏

- ‏(‏حم ت ه ك عن أبي هريرة‏)‏ قال الحاكم‏:‏ صحيح وأقره الذهبي وقال العراقي‏:‏ علقه البخاري وأسنده الترمذي وغيره‏.‏

‏[‏ص 286‏]‏ 5327 - ‏(‏الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر‏)‏ بل ربما كان في بعض الأفراد أفضل وذلك عند تعدي النفس وحالة الضرورة قال الحكيم‏:‏ فهذا شكر الصادقين عدل شكره على طعامه بصبره في صيامه أما شكر الصديقين أولياء الرحمن فقد فاق على صبر الصائمين لأن الصبر ثبات العبد في مركزه على الشهوات برد ما يحتاج منها والشاكر من الصديقين يطعم فيفتتح طعامه ببسم اللّه الذي تملأ تسميته ما بين السماء والأرض ويطفىء حرارة الشهوة ويرى لطف اللّه في ذلك الطعام، وبهذا وما قبله احتج ابن القيم لمن فضل الشكر على الصبر لأنه ذكر في معرض تفضيل الصبر ورفع درجته على الشكر فإنه ألحق الشاكر بالصابر وشبهه به ورتبة المشبه به أعلى، قال ابن الأثير‏:‏ والطاعم الآكل يقال طعم يطعم طعماً فهو طاعم إذا أكل أو ذاق‏.‏

- ‏(‏حم ه عن سنان‏)‏ بكسر المهملة وخفة النون الأولى ‏(‏ابن سنة‏)‏ بضم السين والتشديد بضبط المصنف كذا وقفت عليه بخطه في مسودة هذا الكتاب وهو غير صواب ففي التقريب كأصله سنان بن سنة بفتح المهملة وتشديد النون الأسلمي المدني صحابي مات في خلافة عثمان قال الحافظ العراقي‏:‏ في إسناده اختلاف‏.‏

5328 - ‏(‏الطاعون‏)‏ فاعول من الطعن عدلوا به عن أصله ووضعوه دالاً على الموت العام كالوباء ذكره الجوهري ‏(‏بقية رجز‏)‏ بكسر الراء قال ابن حجر‏:‏ ووقع الرجس بسين مهملة بدل الرجز بالزاي والذي بالزاي هو المعروف قال التوربشتي‏:‏ والرجز العذاب وأصله الاضطراب ومنه قيل رجز البعير راجزاً إذا تقارب خطوه واضطرب لضعف فيه ‏(‏أو عذاب أرسل على طائفة‏)‏ هم قوم فرعون ‏(‏من بني إسرائيل‏)‏ هم الذين أمرهم اللّه أن يدخلوا الباب سجداً فخالفوا فأرسل عليهم الطاعون فمات منهم في ساعة سبعون ألفاً قال ابن حجر‏:‏ وقوله أو عذاب كذا وقع بالشك ووقع بالجزم عند ابن خزيمة عن عامر بن سعد بلفظ إنه رجس سلط على طائفة من بني إسرائيل ‏(‏فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً‏)‏ منه فيحرم ذلك ‏(‏وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها‏)‏ قال الخطابي‏:‏ في أحد الأمرين تأديب وتعليم والآخر تفويض وتسليم وقال التوربشتي‏:‏ إنه تعالى شرع لنا التوقي عن المحذور وقد صح أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لما بلغ الحجر منع أصحابه من دخوله وأما نهيه عن الخروج فلأنه إذا خرج الأصحاء ضاعت المرضى من متعهد والموتى من التجهيز والصلاة عليهم وقال الغزالي‏:‏ إنما نهى عن الخروج كالدخول مع أن سببه في الطب الهواء وأظهر طرق التداوي الفرار من المضر وترك التوكل في نحوه مباح لأن الهواء لا يضر من حيث تلاقي ظاهر البدن بل من حيث دوام استنشاقه فإنه إذا كان فيه عفونة ووصل إلى الرئة والقلب أثر فيها بطول الاستنشاق فلا يظهر الوباء على الظاهر إلا بعد استحكام التأثير في الباطن فالخروج لا يخلص لكنه يوهم الخلاص فيصير من جنس الموهومات كالطيرة فلو تجرد هذا المعنى لم يكن منهياً لكنه انضم له شيء آخر وهو أنه لو رخص للأصحاء في الخروج لم يبق بالبلد إلا من طعن فيضيع حالهم فيكون محققاً لإهلاكهم وخلاصهم منتظر كما أن صلاح الأصحاء منتظر ولو أقاموا لم تكن الإقامة قاطعة بالموت ولو خرجوا لم يقطع بالخلاص والمؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضاً أو ينعكس هذا فيمن لم يدخل البلد فإن الهواء لم يؤثر بباطنه ولا بأهل البلد حاجة إليه فإن لم يبق بالبلد إلا مطعون وافتقروا لمتعهد وقدم عليهم لم ينه عن الدخول بل يندب للإعانة ولأنه يعرض لضرر موهوم على رجاء دفع ضرر عن بقية المسلمين كما يؤخذ من تشبيهه الفرار هنا بالفرار من الزحف لأن فيه كسراً لقلوب البقية وسعياً في إهلاكهم‏.‏

- ‏(‏ق عن أسامة‏)‏ بن زيد ورواه عنه النسائي أيضاً‏.‏

5329 - ‏(‏الطاعون شهادة لكل مسلم‏)‏ أي سبب لكون الميت منه شهيداً في حكم الآخرة وظاهره يشمل الفاسق فيكون شهيداً ‏[‏ص 287‏]‏ لكنه لا يساوي مرتبة مسلم غبر فاسق في أنه يغفر له جميع ذنوبه وإنما يغفر له غير حق الآدمي أخذاً من خبر إن الشهيد يغفر له كل ذنب إلا الدين اهـ وفيه أن الخير كله لأهل الإيمان وإن كان ظاهر ما يجري عليهم ضده لأن الطاعون كان لمن قبلنا بلاء فصار لنا رحمة لحصول الشهادة به وأن العادة لا تؤثر بنفسها لأن هذا كان بلاء بنفسه لمن تقدم ثم عاد بنفسه وصفته رحمة والصفة واحدة لم تتغير‏.‏

- ‏(‏حم ق عن أنس‏)‏

5330 - ‏(‏الطاعون كان عذاباً يبعثه اللّه على من يشاء‏)‏ من فاسق أو كافر ‏(‏وإن اللّه جعله رحمة للمؤمنين‏)‏ من هذه الأمة فجعله رحمة من خصوصياتها وهل المراد بالمؤمن الذي جعله رحمة له الكامل أو أعم‏؟‏ احتمالان ‏(‏فليس من أحد‏)‏ أي مسلم ‏(‏يقع الطاعون‏)‏ في بلد هو فيه ‏(‏فيمكث في بلده صابراً‏)‏ غير متزعج ولا قلق بل مسلماً مفوضاً راضياً وهذا قيد في حصول أجر الشهادة لمن يموت به ‏(‏محتسباً‏)‏ أي طالباً للثواب على صبره على خوف الطاعون وشدته ‏(‏يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب اللّه له‏)‏ قيد آخر وهي جملة حالية تتعلق بالإقامة فلو مكث وهو قلق متندم على عدم الخروج ظاناً أنه لو لم يخرج لم يقع به فاته أجر الشهادة وإن مات به، هذا قضية مفهوم الخبر كما اقتضى منطوقه أن المتصف بما ذكر له أجر شهيد وإن لم يمت به ‏(‏إلا كان له مثل أجر شهيد‏)‏ هو استثناء من أحد وسر التعبير بالمثلية مع ثبوت التصريح بأن من مات به شهيد أن من لم يمت به له مثل أجر شهيد وإن لم يحصل له درجة الشهادة نفسها قال ابن حجر‏:‏ ويؤخذ منه أن من اتصف بالصفات المذكورة ثم مات بالطاعون له أجر شهيدين ولا مانع من تعدد الثواب بتعدد الأسباب كمن يموت غريباً أو نفساء بالطاعون والتحقيق أنه يكون شهيداً بوقوع الطاعون به ويضاف له مثل أجر شهيد لصبره فإن درجة الشهادة شيء وأجرها شيء قال ابن أبي جمرة‏:‏ وقد يقال درجات الشهداء متفاوتة فأرفعها من اتصف بما ذكر ومات بالطاعون ودونه من اتصف بذلك وطعن ولم يمت به ودونه من اتصف ثم لم يطعن ولم يمت به قال ابن حجر‏:‏ ويؤخذ منه أن من لم يتصف بذلك لا يكون شهيداً وإن مات بالطاعون وذلك ينشأ من شؤم الاعتراض الناشئ عن الضجر والسخط للقدر‏.‏

- ‏(‏حم خ عن عائشة‏)‏ قاله لها حين سألته عن الطاعون ما هو‏.‏

5331 - ‏(‏الطاعون غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف‏)‏ قال ابن القيم‏:‏ حكمة تسليط الجن على الإنس بالطاعون أن أعداءنا منهم شياطينهم وأتقياؤهم إخواننا وأمرنا اللّه بمعاداة أعدائنا فأبى أكثر الناس إلا موالاتهم فسلطوا عليهم عقوبة لهم، ومن أمثالهم إذا كثر الطاعون أرسل عليهم الطاعون‏.‏

- ‏(‏حم عن عائشة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله ثقات‏.‏

5332 - ‏(‏الطاعون وخز‏)‏ بفتح أوله وسكون المعجمة ثم زاي أي طعن أعدائكم وفي النهاية تبعاً لغريب الهروي إخوانكم قال ابن حجر‏:‏ ولم أره بلفظ إخوانكم بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق الحديث المسندة ولا في الكتب المشهورة ولا الأجزاء المنثورة وعزاه البعض لمسند أحمد والطبراني وابن أبي الدنيا ولا وجود له فيها قال المؤلف‏:‏ وأما تسميتهم إخواناً في حديث العظم باعتبار الإيمان فإن الأخوة في الدين لا تستلزم الاتحاد في الجنس ‏(‏من الجن‏)‏ ‏[‏ص 288‏]‏ لا يعارضه قول ابن سينا وغيره من الحكماء إنه شبه دم رديء يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة فتحدث القيء والغثيان والغثي لأنه يجوز كونه يحدث من الطليعة الباطنة فيحدث منها المادة السمية ويهيج الدم بسببها والوخز وهو طعن غير نافذ ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر فيؤثر في الباطن أولاً ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ ‏(‏وهو لكم شهادة‏)‏ لكل مسلم وقع به أو وقع في بلد هو فيها

- ‏(‏ك عن أبي موسى‏)‏ الأشعري‏.‏

5333 - ‏(‏الطاعون شهادة لأمتي‏)‏ أي الميت في زمنه منهم له أجر شهيد وإن مات بغير الطاعون ‏(‏ووخز أعدائكم من الجن غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمواق من مات فيه مات شهيداً ومن أقام به كان كالمرابط في سبيل اللّه ومن فر منه كان كالفار من الزحف‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ الغدة والغدد داء يأخذ البعير فترم نكفتاه ‏[‏ أي لهزمتاه قال في الصحاح‏:‏ النكفتان اللهزمتان وهما عظمان ناتئان في اللحيين تحت الأذنين اهـ‏.‏‏]‏

له فيأخذه شبه الموت وبعير مغد ومغدود وغاد وفي أمثالهم غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية قاله عامر بن الطفيل عند دعاء النبي صلى اللّه عليه وسلم عليه فطعن والمراق أسفل البطن جمع مرق‏.‏ إلى هنا كلامه‏.‏

- ‏(‏طس وأبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد عن عائشة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ إسناده حسن‏.‏

5334 - ‏(‏الطاعون والغرق‏)‏ بفتح الغين المعجمة وبعد الراء المكسورة قاف الذي يموت بالغرق ‏(‏والبطن ‏[‏ إن كانت الرواية كذلك كان المناسب له أن يقول قبل شهادة لأمتي أي السبب الحاصل لكل منهم‏.‏‏]‏

والحرق‏)‏ بضبط ما قبله أي الذي يموت بحرق النار ‏(‏والنفساء‏)‏ التي تموت بالطلق ‏(‏شهادة لأمتي‏)‏‏.‏

- ‏(‏حم طب والضياء‏)‏ المقدسي وكذا البخاري في تاريخه ‏(‏عن صفوان بن أمية‏)‏ بن خلف الجمحي المكي صحابي من المؤلفة من أشراف قريش قال الهيثمي‏:‏ فيه مندل بن عليّ وفيه كلام كثير وقد وقع لابن قانع في هذا وهم فاحش فإنه أخرج الحديث وجعل صحابيه عامر بن مالك بن صفوان وإنما هو عامر بن مالك عن صفوان فصحف عن بابن فصارت ابن نبه عليه ابن فتحون وتبعه في الإصابة‏.‏

5335 - ‏(‏الطاهر النائم كالصائم القائم‏)‏ لأن الصائم بترك الشهوات يطهر وبقيامه بالليل يرحم والنائم على طهر محتسباً يكرم فإن نفسه تعرج إلى اللّه فإذا كان طاهراً قرب فسجد تحت العرش وإن كان غير طاهر سجد قاصياً فلذلك يندب النوم على طهر والروح والنفس قرينان لكن الروح تدعو إلى الطاعة لأنه سماوي والنفس تدعو إلى الشهوة لأنها أرضية فبالنفس يأكل ويشرب ويسمع ويبصر وبالروح يعف ويستحي ويتكرم ويتلطف ويعبد ربه ويطيع والنفس هي الأمارة بالسوء فإذا نام خرجت بحرارتها فعرج بها إلى الملكوت والروح باق معلق بنياط القلب وأصل النفس باق مقيد بالروح وقد خرج شعاعها ومعظمها وحرارتها ولذلك إذا استيقظ النائم يجد في أعضائه برداً فذلك لخروج حرارة النفس وقال معاذ لأبي موسى‏:‏ إني أنام نصف الليل وأقوم نصفه وأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي لأنه عرف ‏[‏ص 289‏]‏ ما يرجع به النفس من اللّه إليه بتلك النومة فخاصة اللّه عندهم النوم أكثر من القيام كما يأتي‏.‏

- ‏(‏فر عن عمرو بن حريث‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ وسنده ضعيف اهـ‏.‏ وذلك لأن فيه ابن لهيعة وغيره من الضعفاء‏.‏

5336 - ‏(‏الطبيب اللّه‏)‏ خاطب به من نظر الخاتم وجهل شأنه فظن أنه سلعة تدلت من فضلات البدن فقال أنا طبيب أداويها أي إنما الشافي المزيل للأدواء والعالم بحقيقة الأدوية هو اللّه ‏(‏ولعلك ترفق بأشياء يخرق بها غيرك‏)‏ أي ولعلك تعالج المريض بلطافة العقل فتطعمه ما ترى أنه أوفق إليه وتحميه عما يخاف منه على علته وقد كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يكره استعمال اللفظ الشريف المصون في حق من ليس كذلك قال التوربشتي‏:‏ والطبيب الحاذق بالشيء الموصوف ولم يرد بهذا نفي هذا الاسم ممن يتعاطى ذلك وإنما حول المعنى من الطبيعة إلى الشريعة وبين أن الذي يرجون من الطبيب فاللّه فاعله وليس الطبيب بموجود في أسماء اللّه تعالى اهـ‏.‏ فإن قيل‏:‏ يجوز إطلاقه عليه تعالى فيقال يا طبيب عملاً بهذا الخبر قلنا‏:‏ لا لأنه حديث ضعيف وقد شرطوا لجواز الإطلاق صحة الحديث كما مرّ وبفرض صحته فهو ممنوع لأنه وقع كما قال الطيبي مقابلاً لقوله أنا طبيب مشاكلة وطباقاً للجواب على السؤال كقوله تعالى ‏{‏تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك‏}‏‏.‏

- ‏(‏الشيرازي عن مجاهد‏)‏ بن جبر ‏(‏مرسلاً‏)‏‏.‏

5337 - ‏(‏الطرق يظهر بعضها بعضاً‏)‏ أي بعضها يدل على بعض‏.‏

- ‏(‏عد هق عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

5338 - ‏(‏الطعام بالطعام‏)‏ أي البرُّ بالبرِّ ‏(‏مثلاً بمثل ‏)‏‏[‏ بسكون المثلثة أي المتساويين إن اتحد الجنس فإن اختلف جاز التفاضل بشرط الحلول والتقابض‏.‏‏]‏ أي فلا يجوز بيع الطعام بالطعام بعضه ببعض إلا حال كونهما متماثلين أي متساويين وإلا فهو ربا قال القاضي‏:‏ الطعام الحنطة سمي به لأنه أشرف ما يقتات به وأنفع ما يطعم‏.‏

- ‏(‏حم م‏)‏ في الربا ‏(‏عن معمر بن عبد اللّه‏)‏ بن نافع العدوي ممن هاجر إلى الحبشة ولم يخرجه البخاري‏.‏

5339 - ‏(‏الطعن‏)‏ أي بالرماح والنشاب ‏(‏والطاعون‏)‏ وخز الجن ‏(‏والهدم‏)‏ بفتح فسكون اسم فعل وبكسر الدال الميت تحت الهدم ‏(‏وأكل السبع‏)‏ يعني مأكوله ‏(‏والغرق‏)‏ بفتح الغين وكسر الراء وفي رواية الغريق بالياء أي الذي يموت في الماء ‏(‏والحرق‏)‏ بفتح الحاء وكسر الراء وفي رواية بالياء فعيل بمعنى مفعول ‏(‏والبطن‏)‏ أي الذي يموت بمرض بطنه ‏(‏وذات الجنب‏)‏ الذي يشتكي جنبه من نحو دبيلة ‏(‏شهادة‏)‏ على ما مرّ توضيحه في حرف الشين‏.‏

- ‏(‏ابن قانع‏)‏ في المعجم وكذا الطبراني ‏(‏عن ربيع الأنصاري‏)‏ رمز المصنف لصحته وهو كما قال فقد قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح‏.‏

5340 - ‏(‏الطفل لا يصلى عليه ‏[‏ أي لا تجب الصلاة عليه بل ولا تجوز‏.‏‏]‏

ولا يرث ولا يورث حتى يستهلّ‏)‏ صارخاً فإذا استهل صلي عليه اتفاقاً فإن لم يستهل وبين فيه خلق آدمي قال أحمد وإسحاق‏:‏ صلي عليه ‏[‏ وقال الشافعي إن اختلج صلي عليه وإلا فإن بلغ أربعة أشهر غسل وكفن بلا صلاة‏.‏‏]‏

قال ابن العربي‏:‏ وهذا الحديث اضطربت رواته فقيل مسنداً موقوفاً وباختلاف الروايات يرجع إلى الأصل وهو أنه لا يصلى إلا على حيّ والأصل الموت حتى تثبت الحياة اهـ‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ من حديث ‏[‏ص 290‏]‏ إسماعيل بن مسلم عن أبي الزبير ‏(‏عن جابر‏)‏ رمز المصنف لحسنه وليس كما زعم فقه قال الذهبي‏:‏ هو واه اهـ‏.‏ وتقدمه ابن القطان وغيره فقالوا‏:‏ الحديث معلول بإسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف جداً قال ابن المديني‏:‏ لم يزل مخلطاً متروك الحديث إنما يحدث عنه ما لا يبصر الرجال‏.‏

5341 - ‏(‏الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء‏)‏ ولهذا لما سئل كعب الأحبار بحضرة عمر ما يذهب بالعلم من قلوب العلماء بعد أن حفظوه وعقلوه قال‏:‏ الطمع وشره النفس وطلب الحاجة إلى الناس وقال الوراق‏:‏ لو قيل للطمع من أبوك قال الشك في المقدور ولو قيل ما حرفتك قال اكتساب الذل ولو قيل ما غايتك قال الحرمان‏.‏ قال الحرالي‏:‏ والطمع تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له فينبغي للعالم أن لا يشين علمه وتعليمه بالطمع ولو ممن يعلمه بنحو مال أو خدمة وإن قل ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لو يهدها وقد حث الأئمة على أن لا يدنس العلم بالأطماع ولا يذلّ بالذهاب إلى غير أهله من أبناء الدنيا بلا ضرورة إلى من يتعلمه منه وإن عظم شأنه وكبر قدره وسلطانه والحكايات عن مالك وغيره مشهورة فعلى العالم تناول ما يحتاجه من الدنيا على الوجه المعتدل من القناعة لا الطمع وأقل درجاته أن يستقذر التعلق بالدنيا ولا يبالي بفوتها فإنه أعلم الناس بخستها وسرعة زوالها وحقارتها وكثرة عنائها وقلة غنائها‏.‏

- ‏(‏في نسخة سمعان عن أنس‏)‏ كذا بخط المصنف‏.‏